البحث

التفاصيل

إقبال كبير على الكتاب العربي بكينيا

الرابط المختصر :

رغم ارتفاع أسعار الكتاب العربي في كينيا، فإنه يلقى إقبالا كبيرا من المسلمين الذين درسوا في الجامعات والمدارس الإسلامية المنتشرة في البلاد إلى جانب طلاب "الحلقات العلمية" في المساجد، وما ساهم في هذا الإقبال الانتشار الملحوظ للمكتبات العربية الإسلامية في البلاد.

يأتي هذا بالتزامن مع اتساع رقعة الاهتمام باللغة العربية والدراسات الإسلامية لدى الأقلية المسلمة في كينيا التي تشكل 35% من مجموع سكان البلد البالغ عددهم 41 مليونا.

ومن بين مظاهر انتشار الكتاب العربي، إقامة معارض للكتب العربية بالعديد من المدن الكينية والتي لقيت رواجا لدى المواطن وبائعي الكتب. كما برزت المكتبات العامة المفتوحة للجميع والتي تتبع مؤسسات إسلامية خيرية أو أكاديمية.

ويقول صاحب مكتبة الفلاح بنيروبي عبد الله آدم إن انتشار المكاتب العربية بدأ بشكل متواضع منذ نهايات القرن الماضي حيث كان من الصعوبة الحصول على الكتاب العربي إلا في أماكن معينة مثل المدن الساحلية.

ويضيف آدم للجزيرة نت أن الطلاب كانوا يقومون بتصوير الكتب العلمية لعدم توفرها في البلاد، مشيرا إلى أنه مع انتشار الثقافة العربية في كينيا بدأت المكتبات العربية تظهر في عدة مدن تجاوبا مع الطلب المتزايد على الكتاب العربي خصوصا لدى طلاب حلقات العلم الشرعي في المساجد.

من جهته يرى رئيس مجلس علماء كينيا الشيخ خميس خلفان أن الازدهار الحقيقي للمكتبات العربية بدأ مع عودة خريجي الجامعات الإسلامية بالدول العربية. ويوضح للجزيرة نت أن انتشار ظاهرة الصحوة الإسلامية وما حملته من مضامين ثقافية وفكرية ساهم إلى حد كبير في انتشار الكتاب العربي في كينيا.

ويشير خميس إلى أن المشايخ التقليديين كانوا يوجهون طلابهم لاقتناء كتب معينة، لكن مع انتشار كتب الصحوة الإسلامية المعاصرة انحسر تأثيرهم وأصبح الناس يقبلون على كتب جديدة لم يعهدوها مما أحدث تغييرا جذريا في ثقافة القارئ.

أما يحيى محمد (بائع كتب) فيؤكد أن تزايد المدارس والمعاهد والجامعات التي تُدرس باللغة العربية ساهم في انتشار المكتبات العربية. وأضاف أن الكتب الدينية هي الأكثر مبيعا ورواجا على الإطلاق مشيرا إلى أن المتدينين هم الفئة الأكثر اقتناء للكتاب العربي.

من جهته يلفت علي حسن (صاحب مكتبة في نيروبي) إلى أن الكتب الفكرية والاجتماعية أصبح لها جماهيرها في الوقت الحالي من الجيل الشاب المتعلم.

ولتلبية الطلب المتزايد على الكتاب العربي في كينيا، بدأت في الآونة الأخيرة إقامة معارض للكتب والتي تهدف بالدرجة الأولى لتحقيق مكاسب تجارية بحتة كما قال بعض زوار هذه المعارض.

وفي السياق نفسه يقول مدير مكتبة "دار علوم الدين" في مصر سعد الدين عمر للجزيرة نت إن الكتاب العربي يلقى رواجا في العديد من الدول الأفريقية من بينها كينيا.

ويضيف عمر -الذي أقام معرضا للكتاب الأسبوع الماضي في نيروبي- أنه لمس رغبة عارمة لدى أصحاب المكتبات والمواطنين في كينيا لشراء الكتب العربية خاصة الدينية منها، مشيرا إلى أنه يقيم هذا المعرض للسنة الثالثة على التوالي في كينيا وأوغندا.

ويؤكد أن كينيا دولة منفتحة وليست لديها مشكلة مع الكتاب الإسلامي المعتدل، مشيرا إلى أنها أكثر تسامحا من بعض الدول العربية التي تفرض رقابة صارمة على بعض المؤلفات لأسباب مختلفة.

وحول جدوى هذا النوع من المعارض، يقول الطالب خضر حسن للجزيرة نت إن من بين ميزات تلك المعارض الحصول على كتب نادرة لم تكن متوفرة في المكاتب المحلية إضافة إلى "اكتشاف مؤلفات لم تكن معروفة لدينا من قبل" كما أن الكتب غالبا ما تكون أرخص من المكتبات التجارية بالسوق.

ورغم ذلك يرى أن ارتفاع الأسعار من أهم العوائق التي تمنعه من شراء الكتب المعروضة بالمكتبات والمعارض.

من جهته يشير صاحب مكتبة الفلاح بنيروبي عبد الله آدم إلى أن عدم وجود مطبعة عربية في كينيا يعد من أهم أسباب ارتفاع أسعار الكتب، مدللا بأن الكتاب المطبوع في بيروت أو القاهرة تتضاعف أسعاره بعد وصوله إلى كينيا مما يصعب على الراغب شراؤه.


: الأوسمة



التالي
اتفاقية تعاون بين تونس وتركيا
السابق
كيف يتعرف "الجيش الحر" على عناصر "حزب الله" في سوريا؟

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع