البحث

التفاصيل

التكبير والصيام والأضحية من أحب الأعمال فيها: استقبال العشر من ذي الحجة بالتوبة

الرابط المختصر :

التكبير والصيام والأضحية من أحب الأعمال فيها: استقبال العشر من ذي الحجة بالتوبة

  • اجتماع أمهات العبادة يجعل العشر من أفضل الأيام
  • صوم يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مقبلة
  • ضرورة الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد في العشر

 

أكّد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عظمة قدر العشر من ذي الحجة عند الله عزّ وجلّ، مشيراً إلى أن الله عزّ وجلّ أقسم بها وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ إن العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، كما أن رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا.

 

وقال الشيخ عبدالعزيز، في تصريحات ل راية الإسلام، إن من أسباب تميز هذه الأيام عن غيرها من سائر أيام العام هو اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، كما أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره وفيها يوم النحر.

 

وأوضح أن من الأعمال الصالحة المستحبة في هذه الأيام التوبة والتكبير والأضحية والصيام وبصفة خاصة صيام يوم عرفة، مشيراً إلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في فضله «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

 

فضل العشر

وبيّن أنه ثبت في فضل أيام العشر حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حيث قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ»، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله :» ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ» وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِنْ أَيامٍ أَعْظَمُ عند الله، ولا أَحبُّ إِليه من العمل فيهنَّ، من هذه الأيام العشْر، فأَكْثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد».

 

وقال إن من فضل الأيام العشر من ذي الحجة أن الله تعالى أقسم بها وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى:»وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ». والليالي العشر هي: عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح ومنها أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ» وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.

 

أفضل الأيام

وأشار إلى أن منها أن رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا: فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ»، يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلاَّ رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهُهُ بِالتُّرَابِ» وكذلك أن فيها يوم عرفة ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، وأن صيامه: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» وهو يوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً.

 

ولفت إلى من أسباب تميز هذه الأيام كذلك أن فيها يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أول أيام عيد الأضحى، وهو من أفضل الأيام عند الله ، ففي الحديث: إنَّ أَعْظَمَ اْلأيَّامِ عِنْدَ الله تبارك وتعالى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمني «أي يوم الاستقرار في منى» وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.

 

أمهات العبادة

وأضاف أن من أسباب عظمة هذه الأيام كذلك اجتماع أمهات العبادة فيها، لافتاً إلى قول الحافظ ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها».

 

وبيّن أن الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة كثيرة، منها التوبة وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللّهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ» وكذلك التكبير لقول الله تعالى «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ»، مشيراً إلى أن التكبير نوعان، المطلق وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة ويستمر إلى آخر أيام التشريق، والتكبير المقيد وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار أنه عقب كل صلاة، أيًّا كانت وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه «فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».

 

الصحابة قدوة

وأشار إلى ما ذكره البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم، والمراد يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والله أعلم .. ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها، لقوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ».

 

ونوّه بأن من الأعمال التي تتأكد في هذه الأيام، الصيام خاصة يوم عرفة، مبيناً أن صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، لذا يسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين، سنة ماضية وسنة مستقبلة.. مضيفاً أن الأضحية تشرع في يوم النحر وهو أول أيام العيد وأيام التشريق ثاني وثالث ورابع أيام العيد.

 


: الأوسمة



السابق
الأخذ من الشعر والظفر للمضحي أول ذي الحجة (فتوى)

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع