البحث

التفاصيل

ضوابط فقه النوازل

الرابط المختصر :

ضوابط فقه النوازل

بقلم الشيخ عبدالعزيز رجب (عضو الاتحاد)

 

الله سبحانه وتعالى، أنزل علينا كتابا محكما، فيه الهداية والرشاد لكل شيء، كما قال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وقال أيضا:{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[ الأنعام : 38]، وقال :{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[النحل:89]

ولكن النصوص تنتهي والأحداث لا تنتهى، والمجتمع الحضارة تتطور بأسرع ما يكون، وتأتى أحدث ووقائع ونوازل ليس فيها فتاوى قديمة، ويحتاج الناس إلى من يفتيهم فى هذه المستجدات، ويلبى حاجات الناس، فيما يعرف بفقه النوازل، فما هو فقه النوازل، وما ضوابطه.

 

النوازل:

 هي الأمور والقضايا والحوادث المستجدة التي تحصل مع تطور الأوقات واختلاف الأزمان والأماكن، ولم تكن موجودة في السابق، ولم يسبق فيها نص أو اجتهاد ، ومطلوب معرفة حكم الشرع فيها.

 

مصطلحات النوازل:

وهناك مصطلحات يستخدمها العلماء بمعنى النوازل، مثل: الوقائع، والحوادث، المستجدات، القضايا المعاصرة.

ومن أمثلة ذلك:

زراعة الأعضاء، والصلاة في الطائرة، والمعاملات في المصارف ، والمسابقات، والتسوق الشبكي، ونقل الأعضاء..

 

شروط من يفتى في النوازل:

ويشترط فيمن يفتى في النوازل أن يكون محيطا بمعظم قواعد الشريعة، وعلوم اللغة العربية وأصول الفقه ومقاصد الشريعة، ويستعين بأهل الخبرة والتجربة، والتحرر من العصبية المذهبية، والتقليد غير العلمي للمتقدمين أو المتأخرين، وعدم تتبع الرخص والتلفيق بين المذاهب، ومعرفة العادات والأعراف.

 

ضوابط فقه النوازل: ومن أهم هذه الضوابط:

أ - جمع المعلومات المتعلقة بموضوع النازلة، فيعرف حقيقتها وأقسامها ونشأتها والظروف التي أحاطت بها وأسبابها، وقديما قالوا: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

ب – عرض النازلة على المصادر الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، هل لها مثيل أم لا، فإن وجد بديلا قاس عليها، وإلا اجتهد فيهاـ، وقد كان عمر - رضي الله عنه - ينظر في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن لم يجد نظر في قضاء أبي بكر - رضي الله عنه-.

ج - الأخذ بالاجتهاد الجماعي، والاتصال بأهل الاختصاص في موضوع النازلة، كما قال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]

د - اعتبار مقاصد وقواعد الشريعة الإسلامية، ومألات النصوص مثل: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108]،

وقوله : النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا قومك حديث عهدهم بكفر لأسست البيت على قواعد إبراهيم ». أخرجه البخاري.

ه - الأخذ بالتيسير دون التفريط: كما قال سبحانه: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} [ المائدة:6]

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذا الدين يسر». أخرجه البخاري.

وقد أفتى العلماء إباحة طواف الإفاضة للحائض التي يتعذر عليها المقام حتى تطهر، ومثل جواز إغلاق أبواب المساجد خوفا من العدوى

و- وأن تكون النازلة من المسائل التي يسوغ النظر فيها: فلا اجتهاد في القطعيات، ولا الإجماع الصريح.

هذا والله أعلم.

 


: الأوسمة



التالي
أحب القراءة، والقلم صديق مخلص
السابق
إصابة العشرات إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوبي الضفة .. والاتحاد يعتبر السكوت عن اغتصاب الاحتلال أراضي فلسطينة "خيانة"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع