البحث

التفاصيل

القرآن وأمر الله (كورونا)!

الرابط المختصر :

القرآن وأمر الله (كورونا)!

م. احمد المحمدي المغاوري (عضو الاتحاد)

 

من باب قول الله تعالى وذكرهم بأيام الله، فمنذ الف وأربعمائة عام ويزيد نزلت هذه الآيات، قال تعالى: (أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) النحل1، وقال عز وجل: ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ) يونس24، وقال سبحانه: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم 41، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43-42)الأنعام، وقال الله: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل 112.

في لحظة ما أصبحت هذه الآيات تقابل بالسخرية، من بعض المجرمين يقولون في تحد سافر إنّا منتظرون ويستعجلون العذاب كما قال الله عن أقوام مسخهم وخسف بهم: {وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الأنفال:32.

وعن اقوام استهزؤوا بأنبيائه وأولياءه فقال الله لهم على لسان رسله: (قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ)، 64التوبة.

وقال تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ۚوَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) 53 العنكبوت.


آيات تلو آيات نقرأها حتى أن بعض من دب به اليأس يتساءل متى وكيف ننتصر؟ ونحن أضعف ما نكون؟

كيف وقد عم الظلم في الأرض وطم ولا حول ولا قوه لنا نحن المسلمون في مشارق الارض ومغاربها؟

كيف وقد خان من خان وتخاذل من تخاذل، واستهزأ من استهزأ بنا وبالقرآن وبأولياء الله ورجال الحق ينكل بهم؟

ردد البعض ذلك ، ولا زالت آيات الله تتلى بين ظاهرينا تُذكر بأن الله قادر وغالب ومهيمن وغالب على أمره سبحانه له الخلق والأمر.

لقد قص علينا القرآن أحسن القصص من الأقوام الغابرة وذكر لنا نهايتهم نزلت عليهم الحجج والبراهين حين أفسدوا وعاندوا وكفروا بنعمت الله فحق عليهم العذاب وآتهم بغته وهم لا يشعرون، وبرغم ذلك دب هذا الشعور (اليأس) لضُعفٍ فيّنا فهل تدبرنا آياته؟

يقول البعض أنتم لم تبذلوا الأسباب! قد بُذلت لكن هيهات هيهات إن مكر هؤلاء بالليل والنهار فوق طاقتنا، والله قد أوكل الأمر لنفسه نقرأ في كتابه: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال30.

وها قد جاء أمر الله الذي كنتم تستعجلون (كورونا)، جاء على حين غره للعالم أجمع بره وفاجره مسلمه وكافره! فلا نستخف بالحدث مع المستهزئين: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، يس30، مع الأخذ بالأسباب، والثقة في أمر الله والعودة سريعا، سيستجيب الله لنا ما لم نستعجل كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل).

كلنا نقرأ في كتاب الله ومرت علينا هذه الآيات، قال تعالى لنبيه ليبلغ الحاضر الغائب: (قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ ۚ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)، على بيّنة أي على (ثقة تامه في الله أنه بالغ أمره)، وها قد استجاب لأنين طفل سوريا وهو ملقى على ضفاف البحر غريق وقد ترك رساله للعالم ذا القلب الأسود  يقول فيها (سأخبر الله بكل شيء)، استجاب لقلب أم مكلومة وبكاء شيخ كبير وعالم جليل ومجاهد سبيله على الله القدير ومهجّر ومشرّد لا مأوى لهم ولا سبيل.


إنه فرصة لنا كمسلمين، فالفرق بين أمر الساعة الخاتمة وساعة الصفر التي سأذوقها أنا وأنت (الموت)، (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) المؤمنون99.

والأمر النهائي يوم القيامة: (فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَٰحِدَةٌ) الحاقة 13، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر68.

وأمر(كورونا )أن هناك فسحة أمل للتوبة واليقظة من الغفلة والتضرع، والتضرع هنا ليس الدعاء وفقط بل برد المظالم كل في موقعه أفرادا وجماعات بل ودول.
إن الأحداث القادمة حُبلى بالمتغيرات، قوى عاتيه تكبرت وتجبرت، واقتصادات وزخرف قد تنامى وعلا في الأرض ستزول وتفنى عما قريب، أمل جديد سيخرج في الأفق لنشر السلام في العالم فالعالم قد اشتاق لعدل الإسلام والسلام، عالم تشبع بالظلم برغم العلم، تشبع بالفاحشة فكانت الجائحة، عالم كاد الغرباء فيه أن يقنطوا ويفتنوا ، قد زلزلوا زلالا شديدا، يقولون متى نصر الله: (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ)، فجاء الأمر والرسول كورونا، ليتدخل صاحب الخلق والأمر، الله: لإيقاف هذه الظلمات، ظلمات بعضها فوق بعض، فقد أمهل الجميع فلم يعتبر أحد.

فصدر الأمر وحل بنا النذير "كورونا!" عوده الى القرآن لنطمئن نحن المسلمون أن لنا ربا يغار على دينه وأولياء وعباده الصالحين،، قال في حديثه القدسي: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)، قال تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) {يوسف:21}، وقال تعالى: (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى(56)أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ(57)لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) النجم..

فإلى كتاب الله عودا.. وننزل من القرآن ما هو شفاء..


: الأوسمة



التالي
علاقة الحاكم بالرَّعية
السابق
أم الهزائم العربية وانتفاضة الربيع الأمريكية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع