البحث

التفاصيل

كلّا ما سقطت القدس.. بل كل المدن سقطت..!

الرابط المختصر :

كلّا ما سقطت القدس.. بل كل المدن سقطت..!

بقلم: د. عامر توفيق القضاة (عضو الاتحاد)

 

   تمر علينا ذكرى الاحتلال البغيض لقدس المقدسات.. ودرة المدن والبقاع.. ويزداد الألم ويعتصر الفؤاد كل شجن.. ونلمح من هناك.. هناك حيث سيبزغ فجر الأمل وتشرق شمس الحرية من ذاك الباب المجيد.. ويدخل الفاتحون باب النصر الأكيد..

 

   يوم أن تهاوت أم المدن تحت مطارق العدو الصهيوني هانت المدن الأخرى فلم تتقدم للنصرة والمعونة يومئذ بفعل خيانة الكبراء وقلة حيلة البسطاء، ومنع كل يد شريفة أن تمتد لتقدم شيئا يفيد خدمة القضية المقدسة.. قضية المسلمين الكبرى..

 

   المسجد الأقصا وفلسطين.. ليست قضية أرض وتراب فقط.. ولا قضية شعب وثروات.. ولا مسألة زراعة وصناعة فحسب.. بل هي قضية عقيدة وآية قرآنية وسيرة نبوية ومسيرة أنبياء عليهم السلام كان لسكنهم فيها أثر اعتقادي ديني قبل أن تكون قضية نسلٍ يتكاثر  وشعبٍ بأصله وفصله يتفاخر..

 

    قضية فلسطين -كل فلسطين من بحرها إلى نهرها- قضية بركةٍ تحفها من أقطارها وتفيض من الله تعالى الوهاب الذي قال عن درتها المسجد الأقصى: (باركنا حوله).. فهو أصل البركة ونقطة ارتكازها.. وما يدور في فلكه مثله في البركة.. ومَن يتقرب إليه - كثرة أو قلّة- يناله من بركاته بمقدار ما اقترب.. لتشمل الإنسان والمكان والزمان.. والأنفاس والتراب والهواء والزرع والثمر وكل شيء..

 

    فلسطين وقدسها ما سقطت.. بل أمة كاملة ومدنها تهاوت يوم احتلالها.. فسقطت يوم اغتصابها وعدم دفاعها..

 

لكن.. هل هذا قدر دائم لا يتغير؟؟ ولا يتبدل؟؟!! كلّا.. فما هذه سنة الله تعالى في الأمم.. ولا هي سنن التاريخ والشعوب..

   

    لئن هانت النفوس لحظة أو بعضها.. فإن وقت يقظتها قادم لامحالة.. وماردها النائم إذ يتململ ذات يوم يدرك العدو الفاجر أن ساعة نهايته قد اقتربت

وطبول انهياره قد دُقّت.. ووقت رحيله قد أذن بالانبلاج..

  

    فالعدو قام على بناء وهم أوهن من بيت العنكبوت ساقط لا محالة.. وتكوينه الاجتماعي متفسخ يفرخ الفرقة (وقلوبهم شتى) ولو ظنّ الواهمون غير ذلك، وقوتهم زائلة (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله) ولو زعم الكاذبون عكس هذا،

 

     قامت دولة العدو وقوته المتوهمة على عقيدة فاسدة، وأسس وأكاذيب باطلة، ثم نسجوا حولها "الأباطيل المؤسسة لدولة إسرائيل"، والعقيدة الباطلة لا يُزهقها إلّا عقيدة هي الحق، والأكاذيب لا يدمغها إلّا صدق الوعود - فكيف إذا كان الوعد ربانياً نبوياً !؟!؟؟- (لا يخلف الله الميعاد)، (وصدق الله ورسوله)، (فاعتبروا يا أولي الأبصار)..

 

     فكيف إذا اجتمع مع كل ذلك جهاد الصادقين من المجاهدين وأخوّة الحب بين المقاتلين، وتماسك الأمة كلها في الهم والتفكير، وحمل الهمّ والألم، والتشارك في الأمل والرؤى، (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر مَن يشاء).

 

وسيكون للمسجد كرمزٍ للعقيدة دور المحرك والمحرر والمفجّر للطاقات والملهب للمشاعر والمجمّع للجماعات، معركة المسجد الأقصا وجوداً وانتصاراً وتحريراً، طائفة منصورة لا محالة حوله، ولو خذلها المتخاذلون.. وتآمر المتهالكون.. ولو عمل ضدهم المخلّفون، فهل من سائرين على الطريق، سالكين السبيل الأوحد؟؟

 

  الجهاد سبيل النصر والتحرير، والخلاص من ظلم الظالمين واستعادة الكرامة والأوطان بإذن رب العالمين، وإنا لمنتظرون منتصرون إن شاء الله تعالى، بحسن العمل والجهد والجهاد.

 


: الأوسمة



التالي
إلى أين يتجه البلد العلماني؟
السابق
بين قتل الحويطي و جورج فلويد

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع