البحث

التفاصيل

لا تهدم حصنك الأول

الرابط المختصر :

لا تهدم حصنك الأول

بقلم: ونيس المبروك (عضو الاتحاد)

الخلافات الزوجية ظاهرة طبيعية ، والنزاعات الأسرية لا يكاد يخلو منها بيت ، وأسئلة الطلاق كثيرة جدا ومتجددة !

صحيح أن لبعض النساء دورٌ كبير في تأجيح غضب الرجل، وتشجيعه أحيانا على التلفظ بالطلاق، ولكني أود توجيه كلمات من القلب، موجزة صريحة للرجال، فيما يتعلق بقضايا الطلاق والمشاكل الزوجية.باعتبار أن الكلمة الأولى والأخيرة عندهم .

  1. كلمة " الطلاق " ليست كأي كلمة يتلفظ بها الرجل، بل هي من الكلمات التي تترتب عليها آثار مباشرة، إن توفرت الشروط وانتفت الموانع.

فهذه الكلمة تحل رابطة الزوجية بشكل مؤقت إن كانت طلقة أولى أو ثانية، وتحل الزوجية بشكل نهائي إن كانت طلقة ثالثة، ولا يحل للزوج إرجاع زوجته بعد الطلقة الثالثة إلا في حالة واحدة نادرة؛ وهي أن تتزوج المرأة زوجاً آخر ويتم بينهما نكاح حقيقي، ثم يطلقها الزوج الثاني دون سبق قصد ( نكاح المُحلِل ) .

2- من أبغض العادات العربية استخدام مصطلح الطلاق بين الشباب والرجال ، بل بين الأطفال أحيانا !!  مما يجعل الرجل يعتاد على اللفظ أو الحلف به ، ولهذا فإني أنصح الرجال بأن يجاهدوا أنفسهم على استبعاد هذه الكلمة " أنت طالق، أو علي الطلاق " من خواطرهم وقاموس استعمالهم اليومي، مهما طرأ عليهم من غضب، وأن يسارعوا للخروج ومغادرة مكان اجتماعهم مع الزوجة أو إغلاق الهاتف فورا -إن كان الحديث هاتفيا - إذا حدثتهم النفس بذلك ، وترك قرار الطلاق حتى ينضج بعد أن يهدأ الغضب لمدة أيام .ومن تعظيم الإسلام لهذه الكلمة اعتبار الهزل فيها جدا ، قال صلى الله عليه وسلم : " "ثلاث جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النكاح، والطلاق، والرَّجْعَةُ"

3- من تمام المروءة وحسن الخلق وصدق التديّن؛ إنصاف المرأة! وذلك بأن يتذكر الرجل فضائل زوجته ، وما عانته المرأة وقدمته له ولذريته ولضيوفه وأهله...، من عون وصبر ورعاية ، وأن يتذكر أن المرأة كالرجل تنتابها مشاعر الغضب أو الغيرة و قد تكون تحت ضغوطات نفسية لا تحسن معها التعبير والتدبير ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "  لا يَفرَكْ [ أي لا يبغض ويعادي ]مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر"، فمن خالط الناس بعيوبهم فقط فلن تبقى له زوجة ولا صاحب ولا صديق .

4- كثير من مشاكل الزوجية بسبب سوء العلاقات الأخرى، فقد لا يحدث وفاق بين الزوجة وأم الزوج أو أهله، أو بين الزوج وأهل الزوجة، وعلى الزوج أن لا ينصب نفسه قاضيا يفصل في كل نزاع ، بل يكن سياسيا ؛ يفصل بحِكمة وتروي بين دوائر الحقوق والواجبات، وأن يعطي حق الوالدين كاملا غير منقوص ولا يسمح لأي مخلوق أن ينقص قدر الوالدين، ولكن عليه أيضا أن لا يهدم بيته ويهين زوجته بسبب عدم رضى والديه أو بعض أرحامه، ولا يحل له شرعا أن يحرم زوجته من صلة أهلها مهما كان بينه وبينهم من نزاع.

5- مما يضاعف من مشاكل البيت ويزيد الطين بلة ، نقد الزوجين لسلوك بعضهما بسبب  بقاء الزوج لفترة طويلة في البيت دون عمل - ربما ظروف كورونا تزيد من الضغوطات النفسية  - ولهذا ينبغي أن يُشغل الزوجُ نفسَه بعمل نافع، أو الخروج لفترات ولو لغير حاجة ،.. وكل هذه الأمور تُقدر بقدرها.

ويبقى توفيق الله تعالى للعبد من قبل ومن بعد هو سبب الفلاح والنجاح، وتوفيق الله مرهون بالتزام أوامره وتجنب نواهيه.

 

كما ذكرت آنفا: لبعض النساء دور كبير في تأجيج غضب الرجل وهدم البيت، وعدم تخصيصهن بالنصح ليس تقليلا من دورهن الخطير، ولكن لمّا كانت كلمة الطلاق بيد الرجل فإني آثرت تخصيصه بالنصح.

بداية الإصلاح وعي

 


: الأوسمة



التالي
أنواع العذاب الذي صبر عليه المصطفى وأصحابه
السابق
حول فقه الواقع

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع