البحث

التفاصيل

مواسم الخيرات لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

الرابط المختصر :

مواسم الخيرات لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

 

على المسلم الحرص على طاعة الله وطلب مرضاته بالأقوال والأفعال

باب صيام النفل والتطوُّع مفتوح على مدار العام لمن يشاء

يجدر بالمسلم المداومة على تلاوة القرآن الكريم ومدارسته يومياً

مواساة الفقراء والضعفاء وتفقد أحوالهم ومساعدتهم من أعمال البرّ

 

حثّ عددٌ من العلماء والدعاة جموعَ المُسلمين على الحرص على المداومة على الأعمال الصالحة بعد انقضاء شهرِ رمضانَ المُبارك، مُشيرين إلى أنّ الخيرَ لا ينحصر في هذا الشهرِ الكريم فحسب، بل هو مُتواصلٌ ومُتكرّرٌ في جميع شهور العام، وأنه حري بالمسلم الثبات؛ على ما قدّمه من أعمالٍ، وعباداتٍ، وقُرباتٍ خلال هذا الشهر المبارك؛ اقتداءً في ذلك بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلم- محذّرين من أن نكون مَن ينطبق عليهم قول الحقّ تبارك وتعالى «كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا».

وقالوا ل الراية إنّ الصلاة تتكرّر في اليوم الواحد خمس مرّاتٍ، وصلاة الجمعة كلّ أسبوعٍ، والتهجّد في كلّ ليلةٍ، والدعاء والاستغفار بعد كلّ صلاةٍ مفروضةٍ، وبذلك فإنّ مواسم الخيرات والعبادات والطاعات لا تنتهي بعد شهر رمضانَ، داعين إلى التوجّه إلى الله -تعالى- بالشّكر، والطاعة، والعبادة المستمرّة، والحفاظ على الوازع الإيمانيّ الذي كان في شهر رمضانَ، وعدم التوقّف عن الصيام بمجرّد انتهاء الشهر الفضيل، لافتين إلى أن باب صيام النفل والتطوُّع مفتوحٌ على مدار العام.

العبادة المستمرّة

وقال د. عبدالله السادة أستاذ علم الحديث وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: يجدر بالمسلم الحرص على الثبات؛ لِما قدّمه من أعمالٍ، وعباداتٍ، وقُرباتٍ في شهر رمضانَ المبارك؛ اقتداءً في ذلك بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ كان حريصًا على أداء الأعمال الصالحة دائمًا، كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-: (سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قَالَ: أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ وقَالَ: اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ). وحثّ فضيلتُه على التوجّه إلى الله تعالى بالشّكر، والطاعة، والعبادة المستمرّة، والحفاظ على الوازع الإيمانيّ الذي كان في شهر رمضانَ، وعدم التوقّف عن الصيام بمجرّد انتهاء شهر رمضانَ؛ لافتًا إلى أن باب صيام النفل والتطوُّع مفتوحٌ على مدار العام لمن شاء.

الدعاء والاستغفار

وأوضح فضيلة د. محمد عبداللطيف الأستاذ بكلية الشريعة أن الخير لا ينحصر في شهر رمضانَ فحسب، بل هو مُتواصلٌ ومُتكرّرٌ في كل وقت وحين، مُشيرًا إلى أنه على سبيل المثال، أن الصلاة تتكرّر في اليوم الواحد خمس مرّاتٍ، وتتكرّر صلاة الجمعة أيضًا كلّ أسبوعٍ، والتهجّد كلّ ليلةٍ، ويتكرّر الدعاء والاستغفار بعد كلّ صلاةٍ مفروضةٍ، وبذلك فإنّ مواسم الخيرات والعبادات والطاعات لا تنتهي بعد شهر رمضانَ، ومن أعظم مواسم الخيرات الحجّ إلى بيت الله الحرام، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ)، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحافظون على ما قدّموه في رمضانَ، ويتعاهدون أنفسَهم بالاستمرار على العبادات والطاعات.

وقال فضيلتُه: يجدر بالمسلم تحقيق المراقبة الذاتيّة، واستشعار مراقبة الله له، بأن يستشعر أنّ الله معه، مُطّلعٌ على عمله، وأنّه حاضرٌ وشاهدٌ لِما يفعله؛ فيحرص على طاعته، وطلب مرضاته، سواءً بقَوْله وفِعْله، وبِسرّه وعَلَنه، فيُقبل على عبادة الله كأنّه يراه، ومن الأمور المتطلّب الاستمرار عليها بعد رمضانَ؛ استقامة السلوك، فمن تضاعفت جهوده في رمضان، حريٌّ به ألّا يتراجع بعد رمضان، فيبتعد عن الذّنوب والزّلات، ولا يغفل عن الطاعة وفعل الخير، وإن أخطأ أو أذنب؛ عاد واستغفر وأناب، كما يجدر بالمسلم الحرص على أن يُختم أجله بالخير، ومن الأعمال التي يجدر بالمسلم المداومة عليها؛ تلاوة القرآن الكريم، ومُدارسته؛ بحيث يجعل المسلم وقتًا خاصًّا لذلك من يومه، فلا يَهْجره ويستمرّ أيضًا في مواساة الفقراء والضعفاء، وتَفقّد أحوالهم، وتقديم المساعدات لهم.

فضل الصيام

وقال فضيلة الشيخ جاسم محمد الجابر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس لجنة الفتوى والبحوث فرع قطر: الصيام عبادة من العبادات التي لها أثر عظيم في تطهير القلوب والنفوس، وتزكيتها ممّا يُعكّر صفوها، وهي تصل بالعبد إلى درجةٍ رفيعةٍ عند الله -سبحانه-؛ ولذلك فرض الله -سبحانه- صيام شهر رمضانَ على كلّ مسلمٍ، وحثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صيام ستة أيّامٍ من شهر شوّال؛ لِما يترتّب على ذلك من فضلٍ وأهميةٍ زيادةً على فضل صيام شهر رمضانَ؛ إذ أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).

وأشار فضيلتُه إلى أنّ صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال عبادةٌ مندوبةٌ؛ للحديث سابق الذكر، والذي بيّن أنّ فَضْل إتباع صيام شهر رمضانَ بصيام ستة أيّام يُعادل فَضْل صيام الدهر؛ بالنظر إلى أنّ الحسنة بعَشْرة أمثالها، وتتمّ مضاعفتها أضعافًا كثيرةً، كما أنّ في ذلك اقتداءً بسُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وتكمُن الحكمة من تشريع صيام ستّة أيّامٍ من شوّال في اعتبار منزلتها كمنزلة السُّنَن الرواتب في الصلاة؛ تجبر الخلل والنقص الذي قد يقع في العبادة.

العمل الصالح

وحث على المداومة على العمل الصالح، حتى وإن قلّ هذا العمل، لافتًا إلى ما جاء في الحديث: « أحبّ الإعمال إلى الله أدومها وإن قل «.محذرًا من أن نكون ممن قال الحق تبارك وتعالى في شأنهم « وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا».

بدوره، علّق فضيلة الشّيخ محمد الصّغير عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر) قائلًا: يبدأ الصيام من اليوم الثاني من شوال، ويجوز صيامها متفرقةً طوال الشهر، كما يجوز الجمع بينها وبين صيام النوافل الأخرى بتعدّد النية، ولا يُجمع بينها وبين القضاء.

المصدر: جريدة الراية

 


: الأوسمة



التالي
الأطباء بين نار كورونا وجحيم العساكر
السابق
فضائل صوم الست من شوال

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع