البحث

التفاصيل

أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك

حياكم الله:
أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك

نص الحديث:

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ؟ قال: "أَمْسِكْ عليك لِسانَكَ، ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ على خَطيئَتِكَ"1.
الدروس والعبر:
أجد هذا الحديث ونظائره مناسبا جدا للواقع العالمي الذي تمر به الإنسانية، وخصوصًا بعد أن أصبح العلاج الأكيد لمحاصرة عدوى هذه الجائحة -جائحة الكورونا- هو الحجر الصحي عموما، والحجر المنزلي خصوصًا، وأن لا يلتقي الناس في جموعهم المعهودة، ولا يجتمعون في المساجد والجُمَع والكنائس والأسواق والمؤسسات الاقتصادية والتعليمية وغيرها، فاضطر الناس اختيارا نزولا عند رأي الخبراء والأطباء وخففوا من التجمعات؛ لأنهم أدركوا الحكمة، وفيهم أناسٌ فرضت عليهم ظروف حظر التجوال، وحالة الطوارئ، والحجر المنزلي بالقوة والشرطة ورجال الأمن والجيوش بالدبابات والدوريات والمحاسبة بالسجن والغرامة، وأن لا يخرج إلا بإذن من السلطة المحلية، فكان الوضع متماهيًا تماما مع الحديث: "ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ"؛ وهو الذي دعاني لأعرج عليه، وأستخلص منه دروسا وعبر من خلال الشرح والتحليل الآتيين:
- إن هذا الحديث بمختلف طرقه صحيح معتمد؛ إذ أخرجه الترمذي في سننه، والطبراني في معجمه، والبيهقي في شعب الإيمان، وقد درسه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بصنعته الحديثية؛ فانتهى إلى تصحيحه في صحيح الترمذي، وصحيح الترغيب والترهيب ولله الحمد والمنة.
- إن هذا الحديث من خلال طرَفه الأول، وما ذكر في أسباب وروده؛ يكشف أن الصَّحابةَ رضِيَ اللهُ عَنهم كانوا يَحرِصون حِرصًا شَديدًا على النَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرةِ؛ فكانوا يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن أسبابِ النَّجاةِ والفَلاحِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا الأول، وإن جيل الصحابة تلكم الطبقة المتميزة في طبقات عالم البشر، إنها أنموذج الجيل القرآني الفريد الذي تعهده النبي صلى الله عليه وسلم بالتربية والبناء والتكوين؛ وجعلها أمة قائدة، إذ أورث فيهم ملَكة راسخة للبحث عن طوق النجاة، والخروج من الأزمات، والإسهام بمختلف الوسائل المتاحة في تقديم الحلول، والاندماج مع قافلة المصلحين وزعماء الإصلاح في عملية التغيير والإصلاح؛ لأنه لا ينفع ولا سيما في زماننا الذي اهترأت فيه أيديولوجيات متحكّمة، ونحَل متنفذة: أن نخلط الأوراق، ونغرق في التنظير، ونحن أبعد ما نكون عن الحلول، وتمثُّل تعاليم الإسلام الراقية؛ وقد ظهر عندنا من يوجه شقشقات الكلام المطليّ بالعسل، لكنه ينبع من واقع مريض، ويصدر من نفوس دنيئة لم ترق لمستوى التدين الصحيح!
- يُعدُّ الحديثُ في متنه، والمفردات الثلاث التي تناولها من جوامع كلِم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي نصائح جامعة، ولا سيما عند ورود الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعند حالات الطوارئ التي لم تشهد مثلها البشرية من قبل، فقد أقر الحجر المنزلي بقوله: "ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ" لمحاصرة انتشار العدوى، وحذّر من الاستهلاك الإعلامي والكلامي في مثل هذه الظروف التي يكثر فيها الهرج والمرج والشائعات، حتى يحاصره؛ وقال: "أَمْسِكْ عليك لِسانَكَ" فهي أفضل عبادة في حينها وإبانها، وحتى لا يكتئب الناس بزيادة جرعة الخوف والهلع، لا بد من توبة إلى الله، ورجعة صادقة، لمحاصرة الماضي الحافل بالسيئات، قال: "وابْكِ على خَطيئَتِكَ".
- قوله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك)؛ وأن كل من يلوذ بالصمت، ينجو، وأن كل من يتجاسر على الكلام وكثرته يغرق ويهلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: "من صمت نجا"2؛ ذلك لأن اللسان مصدر الزلل، والسقوط، والنزاع، والفجور، والتفريق بين المرء وزوجه، والعرب تقول: "من الكلام ما يذبح"، والشاعر يقول: 
جراحات السنان لها التئام ** ولا يلتام ما جرح اللسان
 وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معاذُ ثَكِلَتْكَ أمُّك، وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخرِهم في جهنَّم إلا ما نطَقتْ به ألسنتُهم، فمن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فلْيقُلْ خيرًا، أو يسكتْ عن شرٍّ، قولوا خيرًا تَغنَموا، واسكتُوا عن شرٍّ تَسلَموا"3. فدل دلالة صريحة أن اللسان يورد الإنسان الموارد الصعبة في الدنيا وفي الآخرة كان في غنى عنها لو أنه أمسك عليه لسانه! ولله در الإمام الشافعي في قوله:
اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ ** لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ
كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ ** كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ
- "أَمْسِكْ عليك لِسانَكَ" فيه توجيه نبوي كريم على تقليل الكلام؛ لأن من كثر كلامه، كثر سقطه ولغطه، والخوض في الباطل، والكلام فيما لا يعني، والكلام الساقط، والكلام في القضايا المصيرية بغير علم ولا كتاب منير، والكلام في مسائل الحلال والحرام من غير مؤهلات شرعية، والكلام في الطب الدقيق مع عدم امتلاك شهادة في التخصص، والكلام في العلماء والدعاة العاملين من موقع البطالة والخمول، والكلام الفضفاض في أمور دقيقة، والكلام بغير مسؤولية، والقول على الله بغير علم، والتجاسر على الفتيا، والفضول الفاحش، واللعن والسباب وبذاءة اللسان، واللجج والجدال العقيم البيزنطي، والخصومة، والتقعر في الكلام والتكلف الزائد، والسؤال عما لا يعني، وليس تحته عمل، والخوض في التفاهات وسفاسف الأمور.
- ومن إمساك اللسان عدم الخوض في الأغلوطات؛ عن معاوية بن أبي سفيان قال: "نهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الأُغْلوطاتِ قال يعني دِقاقَ المسائلِ"4. أو هي المسائل التي يُقصد بها ابتداء تعنِيت المسؤول وإحراجه أمام الآخرين، ومراده أن يضع مناقشَهُ ومحاورَه في مَأْزق وحرج، بمنأى عن الحوار الحضاري الناضج الذي يعني التعاون للوصول إلى الحق. ومن كان ديدنه هذا فهو كما قال الحسن البصري رحمه الله: "شِرار عباد الله ينتقون شرارَ المسائل يُعنِتون بها عباد الله"5؛ وأن كثيرا من الناس لا يعرفون كيف يسألون ويريدون توجيه الشيخ لتتوجه فتواه على هواه وآفتهم من عدم تعلم فن السؤال وآدابه؛ عن مالك بن أنس قال: جاء ابن عجلان إلى زيد بن أسلم، فسأله عن شيء فخلط عليه، فقال له زيد: "اذهب فتعلَّم كيف تسأل، ثم تعال فَسَلْ"6.
- إن مما ينبغي أن يمسك عليه لسانه طلبة العلم المتجرئين المتجاسرين على تقمص شخصيات علمية وربما شيوخهم، وشتان بين الشيخ والتلميذ كما بين الثرى والثريا، ويأخذ في التكلف في المسألة التي لا يعلم فيها جوابا، وما حملك على هذا، ما هكذا تورد الإبل يا سعد!  وقال الربيع بن خثيم رحمه الله: "يا عبدالله، ما علَّمك الله في كتابه مِن عِلم، فاحمد الله، وما استأثر عليك به من علم، فكِله إلى عالمه ولا تتكلَّف؛ فإن الله يقول لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) [ص: 86]7. 
- ومن معاني إمساك اللسان ترك الطبوليات؛ "وهي المسائل التي يراد بها الشهرة"8. والرجل الطبولي هو من يترك أساسيات العلم المتين، ويعنى بقشوره، وربما اعتنى بالآراء الشاذة والأمور الغريبة التي تغص بها مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يأتيك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ9، وعادة ما تكون بضاعته مزجاة، يسوقها كلما أتيحت له فرصة في اللقاء مع بعض العلماء، وقد أدركنا هذا النوع من الناس، ولعل منهم من لم يتعمق في الحديث ومصطلحه ورجاله وتاريخ رواته وقواعد الجرح والتعديل.. وغيرها ولم يأخذ سوى مصطلح (الجرح)؛ لينزله على الأبرياء من العلماء ويشوي وجوههم، ويصفعهم؛ ويصنفهم تصنيفات خطيرة، وأدركت من كان لا يقرأ القرآن ولا يحفظ منه شيئا، لكنه قد يتظاهر بمعرفته السنة النبوية، فأقول إن السنة النبوية لا تنفك عن الوحي، وكلاهما مصدر التشريع، واستلهام الأحكام الشرعية، فما هذا الفصام النكد!؟ وأدركت من كان لا يحفظ سوى أحاديث موضوعة أو ضعيفة؛ فإذا جلس فإن محادثاته لا تخرج عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، علمًا أننا مكلفون بالأحاديث الصحيحة، ليته حدّث بما نتعبد الله به، وبما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا أن يكون اهتمامه منصبًّا على الضعيف فقط، فإن جاء للصحيح لم يفقهه أو هناك وقف حمار الشيخ في العقبة! 
- ومن ذلك الغلو والإسراف في حمْل النصوص القرآنية على بعض الحقائق العلمية والنظريات في مجالات مختلفة تحت مسمى "الإعجاز العلمي في القرآن" مع احترامي لبعض الآراء الوجيهة في الباب من غير تمييع ولا تشنيع، تظهر بين الفينة والأخرى آراء شاذة تمارس نوعًا من التعسف على النص القرآني؛ لتلوي عنقه حتى يطاوعه المعنى المبْتَسر قسرًا في مشواره وتوجهه ويكتب أنه صاحب الاكتشاف في تطبيق الحدث الكوني على النص القرآن أو العكس؛ ومنه ما ورد خلال هذه الأيام العصيبة من أن فيروس الكورونا (كويد 19) مذكور في القرآن عند قوله تعالى: (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثر: 28- 30].
- وأرى أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي قد غصّتْ بهذا الضرب من الناس؛ وهم الأصاغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يُلتمسَ العِلمُ عند الأصاغرِ"10.  كأنهم خُلِقوا من طينة أخرى، ليس لهم هَمٌّ سوى الجرح والخمش، كالذباب –أعزكم الله- لا يقع إلا على الجراح؛ إذ يتتبع الشخص الأغلوطيُّ الطبوليُّ عورات الفضلاء، ويزدريهم، ويحاول أن يحط من مكاناتهم التي حباهم الله ويرفع عنهم القبول الذي وضع لهم في الأرض، وأقول –دومًا- لبعض الشباب المتحمس من هذه الطينة: هب أن الله لم يخلق فلانا وعلانا، أليس لك عمل غير هذا!؟ قال الإمام الأوزاعي رحمه الله قال: "إذا أراد الله أن يَحرم عبدَه بركة العلم، ألقى على لسانه الأغاليط"11.
- "أمسك عليك لسانك" فثمة أولويات ينبغي أن تحظى بعنايتك، وتعلَّمْ يا أُخيّا من آداب الشيوخ وأخلاقهم قبل علمهم، فإمامنا مالك لما كانت تعده أمه ترسله إلى ربيعة الرأي وتقول له: "خذ عنه الأدب قبل العلم"12، قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: "طلبت الأدب ثلاثين سنةً، وطلبت العلم عشرين سنةً، وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم"13. ولله در القائل:
وإن بُلـــيــتَ بـــقـــومٍ لا خـلاقَ لهم * * * إلى مداراتهم تدعو الضروراتُ
فقل يا ربِّ لطفَك قد مال الزّمان بنا * * * مِـن كـلِّ وجـهٍ وأبلـتـنا البـليَّـاتُ
-  واعلم أخي الفاضل أن اهتمامك بما ينفعك وينفع الأمة تؤجر عليه بلا نزاع، وأما خوضك في غيرك فتأكد أنك تؤزر عليه، ولعله يكون محبطا لعملك، ناسفا لمبراتك، كالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب!
- وإن من تداعيات (أمسك عليك لسانك) عدم الاستهزاء بآيات الله والاستهتار بتعاليم الإسلام ومقدساته؛ بدعوى الممازحة والفكاهة؛ قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ) [التوبة: 65]. قال سبحانه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) [ق: 18]
- وأفهم أن قوله (أمسك عليك لسانك) في زمن الفتنة والظروف الطارئة التي تعيشها الأمة، أن يتم الالتفات إلى العمل، فنزيد في جرعة العمل لا القول، ولا سيما عند الأزمات، فقد صدعت رؤوسنا منشوراتٌ وفيديوهات وكلام العوام والدهماء رجالا ونساء شيبا وشبانا في قضايا الأمة زمن الفتنة!
- وأفهم أنَّ من لم يمسك عليه لسانه نسخةٌ من أصل (الرويبضة) الذي يتصدر المجالس، ويتقدم في مختلف المنابر الإعلامية؛ ليتكلم في أمور العامة، ويصبح هو الفقيه الموجه، والمفتي، وكيف يفتى والرويبضة في المدينة!؟ وهو الطبيب الذي يعالج الفيروس بوصفات عجز عنها خبراء الفيروسات الدقيقة في أرقى المختبرات العلمية والمنفق عليها بالمليارات من الدولارات! وقد قال صلى الله عليه وسلم يصف زماننا بدقة: "سَيأتي على الناسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فيها الكَاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ، ويُؤْتَمَنُ فيها الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ فيها الأَمِينُ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ. قيل: وما الرُّوَيْبِضَةُ؟ قال: الرجلُ التَّافِهُ، يتكلَّمُ في أَمْرِ العَامَّةِ"14. وفي رواية: "إِنَّ بين يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً.."15. وفي رواية: "إنَّ بين يدَيِ الساعةِ سِنينَ خوادعةً.."16. وغيرها من الروايات المؤكدة على أن الأمر من أمارات الساعة، وأنها سنوات خداعة، ينخدع فيها العوام بشقشقات الكلام من أنصاف العلم، والشباب غير المحصن عقديًّا وأخلاقيًّا وعلميًّا، وكذا بعض اللبيراليين أدعياء الفكر الحر في التقول على الله بغير علم، واستعمال التأويلية المارقة التي ترفع القداسة عن النص الشرعي، وتساويه بالنص التراثي على أن كل شيء ينبغي أن يتعرض للمساءلة والله من وراء القصد.
- ولعل من إمساك اللسان عدم الهزل الزائد، وتقليل الفكاهة في المصائب والتنكيت بما لا يصلح، وترويج ما لا ينفع، سيما وأن أمتنا تعودت على أن تضحك بالكلام غير اللائق، والكلام الذي يصف المرأة في سرها وسريرها، ويصف ما تحت الحزام، والكلام الذي يمت إلى الفراش -من غير حواجز ولا خجل- بصلة مكشوفة ومفضوحة حتى من بعض طلبة العلم ومشايخ الترفيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يقول الحبيب: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ"17.
- لعل منها الإمساك عن الإشاعات والأراجيف والكلام غير المسؤول، والنقل العبثي من غير قراءة، ولا معرفة بمضمون المنشور، ولا سيما في بعض المقاطع والفيديوهات والكلمات التي تردف بأمر (انشر ولك كذا وكذا)، أو (أستحلفك بالله أن تشاركني هذا المقطع) أو (من نشر هذا المقطع فأسأل الله له الفردوس الأعلى) والله المستعان!
- وأن من معانيها تقليل الكلام وتكثير الكتابة؛ لأن لدينا فرصة لا توجد عند غيرنا، وقد لا تتكرر، وكم كنا نشتكي من ضيق الوقت، وقلة الحيلة، وغياب الفرص السانحة لتجميع شتات الذهن، ولمّ شعث التفكير في وحدة الموضوع الذي يحتاج إلى إثراء وتطوير أو تفعيل وإبداع!
- (أمسك عليك لسانك) وشغّل مخك وحرك دماغك وفكر وتروّ واعلم أن "التفكير فريضة إسلامية" كما كتب عباس محمود العقاد، قال سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) [سبأ: 46]، وبعدها أطلق لسانك فيما ينفع ويجدي، لا أن يظل اللسان مرتخيا سبهللا من غير زمام ولا خطام، فلعله العضلة الوحيدة في الجسم كثيرة الحركة التي لا تتعب؛ وهي من غير عظم، فأمسك عليك لسانك!
- لماذا يتحرك غيرنا من الأمم المتقدمة بالخطط الاستراتيجية ونحن نتواكل منبطحين في عشوائية قاتلة وعفوية غير مسبوقة، ونتخبط كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، نعمل من غير تخطيط أو إحصاء مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل المدينة طلب إحصاء عدد المسلمين الذين ينطقون الشهادة ويدينون دين التوحيد الحق18؛ ليعرف حجمه فيتحرك للدعوة ونشر كلمة الحق وفق الإمكانات الموجودة والممكنة المتاحة. وثمة ما يشجعنا على الدراسات الإحصائية القائمة على جدارة واستحقاق لا مجرد الكلام فحري بأمتنا أن تخفض صوتها، وتقلل من الكلام وتكثر من التخطيط والدراسات الإحصائية؛ وأصولها لا تخفى منها على سبيل المثال لا الحصر: قوله تعالى: (مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا) [الكهف: 49]. وقوله: (إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ) [يس: 12]. وقوله: (لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا) [الجن: 28]، وقوله: (وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا) [النبأ: 29]، وقوله: (أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ) [المجادلة: 6]. فما أحوجنا ونحن نمسك علينا لساننا معتكفين على دراسات إستراتيجية نحدد أولويات المشاريع الحيوية، ونضع سقفا زمنيا لمطالب المرحلة، وترتب وفق حاجات الأمة الإسلامية، نقيد الأهداف والمخرجات، ونضع الوسائل ونحدد المراحل الأولية وبعيدة المدى، ونبني المواقف، كل ذلك يُفعمُ بالعمل والأمل والدعم والإبداع والإقناع بمصداقية ما نقبل عليه فهنالك سيبارك الرب، وينزل فرجه، وتعم الخيرات، وتحل المشكلات، ونتقدم؛ لنتصدر في العطاء والإشعاع والله من وراء القصد.
- قوله صلى الله عليه وسلم: (وليسعك بيتك) أي: لِيَكُنْ في بيتِك سَعَتُك لا في مجالس الناس بله ملاهيهم، ولا في الخلطة والزحام، بل المراد الْزَمْ بيتَك؛ لِتَعبُدَ اللهَ حقا وصدقا في الخَلَواتِ، واشتَغِلْ بطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ المستحق للعبادة الحقة، واعتزل في بيتك كل الفتن ما ظهر منها وما بطن! فقد جاء في الصحاح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: ذكر منهم: وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"19. وفي رواية: "ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"20.
- ومن معانيه اِرْض بما قسم الله لك، ولا تصعّر خدك للناس، وانظر إلى من هو أرقى منك دينًا وخلُقًا، لتنافسه وتغبطه ويكون مثالك الرائع في طريقك إلى الله، وانظر إلى من هو أسفل منك في مكتسبات الدنيا ونعمها؛ لتشكر الله على ما أسبغه عليك من نعم ظاهرة وباطنة، ولئلا تزدريَ على كل حال نعمة الله عليك.
- وخصوصا في زمن هذا الوباء الفتاك، والجائحة المدمرة، الموسومة بفيروس كورونا؛ وقد أجمع الأطباء والخبراء والفقهاء علماء الدين والدنيا على الحجر الصحي، والحجر المنزلي، ولزوم البيت وعدم مبارحته والخروج منه، ولا يوجد دواء ناجع لحد الفترة يقضي على الفيروس، ولكن نمتلك الإرادة لمحاصرته والحد من انتشاره وذلك وفق منهج (وليسعك بيتك).
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم (وابكِ على خطيئتك) أي: واندَمْ على ما ارتكَبتَ مِن ذنوبٍ في أيامك الخالية، وغفلتك المقيتة، وابكِ بكاءً مريرًا حقيقيًّا؛ تصديقًا لتوبتِك وإنابتِك إلى رب العزة. وهذا باب مفتوح على مصراعيه لتزكية النفس الأمارة بالسوء؛ وهذه فرصتها المتاحة في رحاب الحجر المنزلي، والاستمتاع الروحي بالخلوة التي هيأها الله لك من غير سؤال ولا ثمن، وكم تحدث أرباب السلوك عن أركان المجاهدة وهي: الجوع (أو الصيام)، والعزلة (أو الخلوة)، والصمت، والسهر؛ إذ (الخلوة) واحدة منها تندرج ضمن العزل المنزلي، وكأنك في خلوة وصفاء ذهني وروحي، مقدمة للسمو والتزكية والارتقاء في مقامات الإسلام والإيمان والإحسان؛ وكأنها معمل روحي تشتغل فيه بإصلاح نفسك وتهذيبها، وإعادة ترتيب أوراق التربية والتزكية، والارتفاع بها للعُلى؛ لما في ذلك من صلاح عظيم، وخير عميم؛ لأن صلاح المجتمع لا يكون إلا بصلاح أفراده، وحين نُعنى بالنفس ونحسن ترويضها نرتقي بها من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة ثم منها إلى النفس المطمئنة؛ وهي التي تؤهله أن يكون من أهل الجنة. أليس في ذلك غسيل كامل للروح والنفس؟ بل هو الواجب الذي نبّه عليه المصطفى؛ وهو الطريق الصحيح لا تتبع العورات وعيوب الناس ومثالبهم، وسوء الظن بهم، والوقيعة بينهم؛ والغزو الإبليسي يمتدُّ في فراغنا21، إن لم نحصنه بالعمل؛ والمقصد أن الإنسان حين يتكفل بصلاح نفسه يضمن لا محالة صلاح أهله وأمته، وأما أن يرى أحدنا القذاة في عين أخيه، ولا يرى الجذع في أنفه؛ فهذا ليس أمارة صحة ولا علامة فلاح البتّة!
- قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: "أخسر الناس صفقة من انشغل بالناس عن نفسه، وأخسر منه صفقة من انشغل بنفسه عن الله"22؛ لذا درج المربون العارفون بالله على أن علامة إعراض الله عن العبد انشغاله بما لا يعني، ومن علامة الإفلاس كثرة الحديث عن الناس، في غفلة مريعة عن رب الناس، ثم إذا رأيت –يا أخيّا- نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة، وليس لديك استعداد للبكاء على خطيئتك، ولا القابلية لترويض النفس، فاعلم أنك لا تصلح لله، وتحتاج يومئذ إلى مراجعة كاملة مع الله ومع نفسك! فكيف يأنس الغافل بمواقع التواصل الاجتماعي والعالم الأزرق والأخضر ويمتدّ نفَسُه للساعات وربما على حساب الواجبات، والأولويات!
- (ابك على خطيئتك) واحذر أن تكون مفلسًا تتساقط حسانتك بالتقصير في حقوق العباد، فهو الديوان الذي لا يُترك، وتأمل هذا الحديث لعله يثمر في بقية عمرك عملًا إيجابيا، وردًّا لحقوق الناس، وإصلاحًا في المجتمع، يبدأ من نفسك ويمتد سلطانه لغيرك؛ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ"23.
- (وابك على خطيئتك) وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنِّي أَرى ما لا ترَوْنَ، وأسمَعُ ما لا تَسمَعونَ، أطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ، ما فيها مَوضِعُ أربعِ أصابعَ إلَّا عليه مَلَكٌ ساجدٌ، لو عَلِمْتم ما أعلَمُ؛ لضَحِكْتم قَليلًا، ولبَكَيْتم كَثيرًا، ولا تلَذَّذْتم بالنساءِ على الفُرُشاتِ، ولخَرَجْتم على -أو إلى- الصُّعُداتِ تَجْأَرونَ إلى اللهِ، قال: فقال أبو ذَرٍّ: واللهِ لوَدِدْتُ أنِّي شَجرةٌ تُعضَدُ"24.
- (وباك على خطيئتك) وتذكر قول عبد الله بن عباس في قَولِه: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) [المدثر: 8] قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كيف أَنعَمُ وَصاحِبُ القَرنِ قد التقَمَ القَرنَ، وحَنى جَبهَتَه يَسمَعُ مَتى يُؤمَرُ، فيَنفُخُ؟! فقال أَصحابُ محمدٍ: كيف نَقولُ؟ قال: قولوا: حَسبُنا اللهُ، ونِعمَ الوَكيلُ، على اللهِ توَكَّلْنا"25.
- (وابك على خطيئتك) وتذكر قول أمنا عائشة: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60]، أهو الرَّجُلُ يَزني ويَسرِقُ ويَشرَبُ الخَمرَ؟ قال: لا يا بِنتَ أبي بَكرٍ -أو: لا يا بِنتَ الصدِّيقِ- ولكنَّهُ الرَّجُلُ يَصومُ ويُصلِّي ويَتصَدَّقُ وهو يَخافُ ألَّا يُقبَلَ منه"26.
- والخلاصة أن في الحديث بمفرداته الثلاثة بيانَ أسبابِ النَّجاةِ والفلاحِ في الدُّنيا والآخرةِ.
وكتبه: د. حسن يشو –لطف الله به وبكم-
أستاذ الفقه: أصوله ومقاصده بكلية الشريعة
جامعة قطر
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
_____
الهوامش:
1- أخرجه الترمذي برقم (2406)، والطبراني 17/ 271، برقم (743)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء: 5/ 165، والبيهقي في شعب الإيمان: 6/ 2750، وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى برقم (862)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، وصحيح الترغيب والترهيب برقم (2741)، و(2854)، و(3331).
2- أخرجه الترمذي برقم (2501)، وأحمد برقم (6481)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، وصحيح الجامع برقم (6367).
3- حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (412). وفي رواية أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، دُلَّني على عَملٍ يُدخلُني الجنَّةَ، قال: أمسِكْ هذا وأشارَ إلى لسانِه، فأعادَها عليهِ، فقال: ثَكَلَتْكَ أمُّك، هل يُكَبُّ النَّاس علَى مناخرِهم في النَّارِ إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم" أخرجه البزار في البحر الزخار: 6/ 273، والأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق الإشبيلي: 3/ 178.
4- أخرجه أبو داود برقم (3656)، وأحمد برقم (23688).
5- جامع بيان العلم وفضله: رقم (2084).
6- الجامع للخطيب البغدادي: 1/ 213.
7- جامع بيان العلم: برقم (2011).
8- انظر حلية طالب العلم لبكر أبي زيد.
9- ينسب لشبعة رحمه الله.
10- صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (95).
11- جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: رقم (2083).
12- وفي رواية قال مالك بن أنس: "كانت أمي تجهز عمامتي وأنا صغير قبل ذهابي لحلق العلم، فتقول: يا مالك خذ من شيخك الأدب قبل العلم!" انظر ترتيب المدارك للقاضي عياض.
13- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجوزي: 1/ 446.
14- أخرجه ابن ماجه برقم (4036) واللفظ له، وأحمد برقم (7912)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (1887).
15- صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (2253).
16- أخرجه أحمد في المسند: 3/ 220، والبزار برقم (2740)، وأبو يعلى: 6/ 378.
17- أخرجه البخاري برقم (6478).
18- فقد روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "احصوا لي كم يلفظ بالإسلام" وفي رواية للبخاري أنه قال: "اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس" قال حذيفة: فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل" انظر جامع الأصول: 1/ 100، رقم (7570).
19- ونصه: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ". أخرجه البخاري برقم (6806) واللفظ له، ومسلم برقم (1031).
20- أخرجه البخاري برقم (1423).
21- مستلهم من عنوان كتاب للشيخ محمد الغزالي "الغزو يمتد في فراغنا".
22- انظر الوابل الصيب في الكلم الطيب لابن القيم.
23- أخرجه مسلم برقم (2581).
24- أخرجه الترمذي برقم (2312)، وابن ماجه برقم (4190)، وأحمد برقم (21516).
25- أخرجه أحمد برقم (3008)، وابن أبي شيبة برقم (30203)، والطبراني: 12/ 128، برقم (12670)
26- أخرجه الترمذي برقم (3175)، وابن ماجه برقم (4198)، وأحمد برقم (25705).


: الأوسمة



التالي
الأسباب التي اتخذها ذو القرنين للتمكين لدين الله عز وجل: دعائم روحية وركائز تربوية
السابق
وباء كورونا: بين حماية الساجد، وإغلاق المساجد

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع