البحث

التفاصيل

هذا المجاهد الذي ختم حياته بإخراج الأمة من أزمتها

الرابط المختصر :

هذا المجاهد الذي ختم حياته بإخراج الأمة من أزمتها

أ. د. عمار طالبي (عضو الاتحاد)

 

يسجل التاريخ صفحة حاسمة للمجاهد أحمد قائد صالح، الذي قضى حياته في خدمة الوطن منذ الثورة النوفمبرية الذي صرح بانتمائه إليها في هذه الجهود التي قام بها في هذه السنة للحفاظ على المؤسسات الدستورية للدولة، ودعا لتجربة ديمقراطية انتخابية للخروج من أزمة البلاد، وحقق صيرورتها إلى أن بلغت غايتها وكان لا يتوقف عن التوجيه والعمل من أجل ترقية الجيش، ليكون جيشا عصريا مؤهلا للدفاع عن حدود البلاد، وحفظ أمنها ووحدتها إنه رمز للوحدة ونبذ التفرق. وزار كل المناطق العسكرية في أرجاء الوطن وكلما زار جهة قرأ الفاتحة على شهيد من شهداء الثورة، وفاء لهؤلاء الشهداء واعترافا بفضلهم، وجهادهم، جعل هؤلاء كلهم رموزا تاريخية لثورتنا المظفرة، وليكون الجيش منتميا إلى هذه الثورة وشهدائها، فاستطاع أن يرافق الحراك الثوري، وأن يحافظ على أمنه، وأن لا يتسرب إليه من يفسده، ويعكر سلمه وحضاريته، سواء كان ذلك من الأعداء من الخارج، وما أكثرهم أو كان من عناصر داخلية لها انتماء لمصالح خارجية، أو لمصالح داخلية أيديولوجية انفصالية، فوفقه الله لذلك كله، وجعل لأجله خاتمة لعمله الموفق، فاختاره إليه، فانتقل إلى رحمته الواسعة.

 

إنه من صفوة المجاهدين، وليس مجرد عسكري بل كان صموده وصلابته، ووطنيته دافعا قويا لتحقيق ما كان يؤمن به، فالجيش عنده جعل لرد الأعداء ودفعهم لا إلى أن يوجه ضد الشعب لسفك دمائه، يأبى عقله وتكوينه الوطني ذلك، وكتب الله له أن يضع كبار المفسدين والقتلة من المدنيين والعسكريين في السجن، وأن يحاكموا بالعدل، على ما ارتكبوا من ظلم وفساد، ونهب للأموال وإزهاق للأرواح، في العشرية السوداء.

 

كما قضى على المتآمرين على لجيش من أجل أن يكون تابعا لدولة أجنبية أو خادما لسياستها، إنه قضى على التبعية، والاستناد إلى دولة أو أخرى للبقاء في الحكم، في دورات لا تتوقف وإن أصابه العجز، والشلل، وأصبح من المعاقين.

 

ولعل الله أراد خيرا بالشعب الجزائري فقيض له من يعينه على القضاء على الفساد والظلم، وعلى مساعدة الأمة الجزائرية في ثورتها على العهدة الخامسة، والفساد واستطاع أن يساعدها على أن تقبل على انتخاب رئيس جديد انتخابا حرا، وبقيت قلة من الناس مصرة على إطالة الأزمة والذهاب إلى الفوضى والمجهول ندعو لهم بالهداية، رحم الله هذا المجاهد رحمة واسعة، وجعل مثواه الجنة، وغفر له وعفا عنه برحمته الواسعة ووفق الله هذا الرئيس الجديد على تحقيق ما وعد به، ليسعد الشعب الجزائري بالأمن والرخاء والحرية.


: الأوسمة



التالي
ماليزيا تخطط لتعيين الدكتور أحمد الريسوني مرجعا دوليا للمقاصد الشرعية في إدارتها
السابق
العودة يمتنع عن استقبال الزيارات.. بعد منعه من الدفاع عن نفسه في المحكمة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع