البحث

التفاصيل

الإيمان باليوم الآخر

الرابط المختصر :

الإيمان باليوم الآخر
الميثاق الإسلامي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يؤمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن الموت ليس نهاية المطاف، وأن الإنسان خُلِق للخلود، وإنما ينقله الموت من دار إلى دار، من دار الابتلاء إلى دار الجزاء، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، وفي الحياة الآخرة تُجْزَى كل نفس بما كسبت، وتَخْلدُ فيما عملت  يؤمئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره  [الزلزلة 99/6-8].
إن كل الأديان السماوية دعت إلى الإيمان بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، وجنة ونار، ولا سيما الإسلام الذي جعل قضية البعث أحد المحاور التي دار عليها القرآن، وجادل فيها مشركي العرب الذين استبعدوا البعث بعد الموت، فبين لهم القرآن أن الله هو الذي  ... يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه... [الروم30/27]، وأن الذي ...خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ... [الإسراء17/99].
ثم بين لهم أن حكمة الإله العظيم العليم القدير، تقتضي ألا ينفض سوق هذا الخلق، وقد قتل فيه من قتل، وطغى فيه من طغى، وظلم فيه من ظلم، ولا يأخذ الظالم جزاءه، ولا المظلوم حقه، يقول تعالى: وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار [ص38/27-28] وقال تعالى: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون. فتعالى الله الملك الحق [المؤمنون23/115].
اعتبر القرآن أن خلق الإنسان يكون عبثا بلا هدف ولا حكمة إن لم يُبـعث بعد الموت (ليجزى الجزاء الأوفى). وهذا هو ظن الماديين أو الدهريين، الذين قالوا: نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر! إن هي إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، ولا شيء وراء ذلك. ألا ما أحقر الحياة وما أتفهها إذا كانت هذه نهايتها!!
رد القرآن على المشركين الذين أنكروا البعث مستكثرين على الله أن يُحْيِي العظام وهي رميم، كما أنكر على الذين عموا عن عدل الله تعالى وحكمته، حين ظنوا أن تُطوى صفحة هذه الحياة، ولا يُكَافأ المحسن على إحسانه، ولا يجزى الشرير بشره. كأن هذا الكون ليس له رب يدبره!
ورد القرآن كذلك على الذين توهموا أن الآخرة يمكن أن تنفع فيها شفاعة الشافعين، والذين يستطيعون بنفوذهم: أن يعطلوا قانون العدل، وأن يرتكب بعض الناس المظالم والموبقات، ثم تشفع لهم آلهتهم التي يدعون من دون الله، أو كُهَّانُهُم الذين يتخذونهم وسائط بينهم وبين الإله. هكذا ظن المشركون، وظن بعض أهل الكتاب، فأبطل القرآن هذه الدعوى الزائفة بقوة ونصاعة.
وقال:  من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد  [فصلت41/46] وقال سبحانه: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى... [الإسراء17/15] وقال:  ...من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه... [البقرة2/255] وقال سبحانه: وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى [النجم53/26] وقال: ...ولا يشفعون إلا لمن ارتضى... [الأنبياء21/28] وقال عن المشركين المجرمين فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر74/48] فبين أن الشفاعة لا تكون إلا من بعد إذن الله تعالى، وليس لأحد أن يفرض عليه شفاعة من ملك أو رسول.
كما أثبت أن الشفاعة ليست مبذولة لكل أحد، فمن مات مصرا على شركه بالله وكفره به، لا يأذن الله لأحد أن يشفع فيه، ولو شفع فشفاعته مردودة، لأن شفاعتهم إنما تنفع المقصرين من أهل الإيمان والتوحيد.
وفي الآخرة تنشر الدواوين، وتنصب الموازين، فيقرأ كل امرئ كتابه اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا [الإسراء17/14]، ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون: يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا [الكهف18/49]. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء ٍ تودُّ لو أن بينها وبيـنه أمدا بعيدا..[آل عمران:30]، فهنا يجد الإنسان عمله، ويرى عمله أمامه هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق... [الجاثية45/29].
وهكذا ينطق الكتاب بالحق على الناس، ويأتي الميزان حاكما بالعدل: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين  [الأنبياء21/47].
ثم ينتهي هذا الموقف، بانقسام الناس إلى فئات ثلاث، هم:
السابقون المقربون.
أصحاب اليمين.
أصحاب الشمال.
وهم الذين ذكرهم الله في سورة الواقعة:  فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين، فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين. فنزل من حميم. وتصلية جحيم. إن هذا لهو حق اليقين [الواقعة:56/88-95].
وفي الجنة من ألوان النعيم المادي والمعنوي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.  فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة32/17]، وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم [التوبة9/72].
وفي النار من ألوان العذاب المادي والمعنوي: ما ذكره القرآن، وخوّف منه المؤمنين ...قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [التحريم66/6]. ...كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب... [النساء4/56].
*الميثاق الإسلامي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


: الأوسمة



التالي
الاتحاد يؤكد دعوته للعالم لنصرة علماء الأمة .. وسيناتور أمريكي يعتبر اعتقال العودة جريمة
السابق
المؤتمر الأكاديمي الدولي التاسع عشر لدراسات بيت المقدس ينطلق بأنقرة التركية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع