البحث

التفاصيل

تحذير ونداء لآل سعود

تحذير ونداء لآل سعود

الأستاذ خير الدين كارامان (نائب رئيس الاتحاد)

 

كنت قد نويت كتابة مقالات طوال شهر رمضان المبارك حول "مجلس العرفاء"، وهو ما نفذته بالفعل حتى اليوم، لكن شعرت بالحاجة لكتابة مقال مختلف اليوم بسبب حدث طارئ.

 

لقد كتب ويكتب وسيكتب الكثير من المقالات حول الطريق الخطير غير الشرعي الذي سلكته السعودية والإمارات ومصر بتوجيه من الولايات المتحدة وإسرائيل. وعندما نشرت وسائل الإعلام خبر استعداد الرياض للإقدام على ارتكاب جرائم جديدة قبل حتى أن تجف دماء الصحافي جمال خاشقجي، تحرك أصحاب الضمير الحي للحيلولة دون وقوع هذه الجريمة. وإلى جانب الجهود المشكورة التي يبذلها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقد نشرت الجمعية العالمية للتضامن مع العلماء المسلمين، التي يقع مقرها في تركيا وأتشرف بعضوية لجنتها الإشرافية، بيانا أوردت في هذا المقال. وينبغي أن تكون تلبية الدعوة العاجلة للبيان هي المهمة الأولى التي يحملها كل مسلم صاحب ضمير هذه الأيام:

 

"بيان ودعوة من الجمعية العالمية للتضامن مع العلماء المسلمين للرأي العام حول خبر إعدام السعودية بعض العلماء"

 

"تنتهج السعودية منذ فترة ممارسات لا تصدق ضد العلماء المسلمين، فتعتقل منهم من تشاء دون دليل أو إثبات لتمارس ضدهم ضغوطا لا حد لها. ومؤخرا وردت أخبار تشير إلى أن الرياض ستعدم بعد عيد الفطر العديد من العلماء المعتقلين الذين من بينهم الشيخ سلمان العودة. يتعرض العلماء المسلمون، الذين تشهد لهم الأمة بحسن السيرة، لهذه المعاملة السيئة في الوقت الذي يحظى فيه رجال العلوم الربانية في الإسلام بقيمة كبيرة، وهي المعاملة التي أحزنتنا كثيرا بصفتنا جمعية يتألف أعضاؤها من العلماء.

 

إن المسؤولية التي نحملها على عاتقنا بصفتنا الجمعية العالمية للتضامن مع العلماء المسلمين هي التصدي للظلم الذي يتعرض له أهل العلم في شتى بقاع العالم، ولهذا فإننا نعارض بشدة هذا الموقف شديد الظلم الذي تتبناه السعودية ضد العلماء المسلمين، كما ندعو المسلمين كافة للتعبير عن ردود الأفعال اللازمة في هذا الصدد. ويجب على الجميع ألا ينسوا أن العلماء الذي يسعون خلف الحق والحقيقة هم ورثة الأنبياء. وعليه، فإن كل جرم يرتكب ضد علماء الإسلام هو جرم يرتكب كذلك ضد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكبار علماء المسلمين الذين ساروا على نهجه أمثال الإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد والإمام الغزالي والإمام الباقلاني والإمام ابن تيمية والإمام الرباني.

 

وفي الوقت الذي ينبغي للدولة المسلمة احترام العلماء المسلمين وحفظ كرامتهم وشرفهم وحقهم في الحديث بحرية وحماية أرواحهم، فإنها تستهدف حقهم في الحياة، وهو ما يجب أن يعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير. وإن محاولة إعدام هؤلاء العلماء المسلمين الفضلاء استنادا إلى مزاعم لا أساس لها من الصحة، كأن يلصقوا بهم تهمة الإرهاب، ستفضي إلى نتائج خطيرة سيكون لها تأثير ما تفعله الأعمال الإرهابية.

 

وإننا نناشد الرأي العام الإسلامي وكل من له ضمير بعدما تلقينا نحن كذلك هذه المعلومات التي نشرتها الصحف: لا تتقاعسوا عن إبداء كل أنواع ردود الفعل التي تضمن في أسرع وقت تراجع الحكومة السعودية عن فكرة ارتكاب هذه المذبحة ضد العلماء المسلمين، وذلك في إطار الحدود المشروعة وبوقار يليق بالمسلم الحقيقي.

 

إن الأمة التي لا تدعم علماءها فإنها تعجز عن المحافظة على دينها ومقدساتها. وفي هذه الحالة فإن هناك مهاما على كل مسلم تحملها، وهي أن تنشر وسائل الإعلام الإسلامية أخبارا حول هذه القضية ويعرب الكتاب والمفكرون المسلمون عن ردود أفعالهم بكتابة المقالات ويتناول الشباب ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هذه القضية بشكل فعال وتعرب منظمات المجتمع المدني وسائر المسؤولين الآخرين عن ردود أفعالهم كل حسب منصبه وموقعه.

 

وثمة جانب من جوانب القضية يهم المتخصصين في المجال القانوني؛ إذ ينبغي لرجال القانون ومنظمات حقوق الإنسان والوحدات القانونية الدولية متابعة هذه القضية عن كثب وتعريف الرأي العام العالمي بها، بل وإن لزم الأمر عليها تنظيم الاحتجاجات التي تدين هذا الأمر. كما يجب على سياسيي العالم الإسلامي مناقشة هذا الفعل الشنيع الذي تنوي الحكومة السعودية ارتكابه في برلماناتها، والإقدام على تنفيذ كل محاولة دبلوماسية وسياسية للحيلولة دون تنفيذ الإعدام بحق العلماء المسلمين المعتقلين".


: الأوسمة



التالي
الددو يتحدث عن الإساءات الموجهة ضد العلماء والدعاة وبعض الشعائر الإسلامية وصفقة القرن
السابق
السُّنَّة ترسم المنهاج التفصيلي للحياة الإسلامية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع